العجب

ID: 83221 | Date: 2025/06/08


 إنّه عبارةٌ حسب ما ذكره العلماء رضوان الله عليهم عن: «تعظيم العمل الصالح واستكثاره، والسرور والابتهاج به، والتعجب، والدلال بواسطته، واعتبار الإنسان نفسه غير مقصر».


وأما السرور بالعمل مع التواضع والخضوع لله تعالى وشكره، على هذا التوفيق وطلب المزيد منه، فإنّه ليس بعجب وهو أمر ممدوح. (1)



ينقل المحدّث العظيم مولانا العلامة المجلسي طاب ثراه (2) عن المحقق النّبيل والعالم الكبير الشيخ الأجلّ بهاء الدين العاملي رضوان الله عليه، أنّه قال: «لا يبعد في أن من عمل أعمالاً صالحةً من صيام الأيام، وقيام الليالي، وأمثال ذلك يحصل لنفسه ابتهاج، فإن كان من حيث كونها عطية من الله له، ونعمة منه تعالى عليه، وكان من ذلك خائفاً من نقصه، شفيقاً من زوالها، طالباً من الله الازدياد منها، لم يكن ذلك الابتهاج عجباً. وإن كان من حيث كونها صفته، وقائمة به، ومضافة إليه، فاستعظمها ورأى نفسه مستحقاً للخارج عن حد التقصير، وصار كأنّه يمنّ على الله سبحانه، فحينئذٍ فذلك هو العجب».



وأما الفقيه، ففسّر العجب بالصور التي ذكرها صحيح، ولكن يجب اعتبار العمل أعّم من العمل الظاهري، القولي والشكلي، وكذلك أعّم من العمل القبيح والعمل الحسن، وذلك لأن العجب مثلاً يدخل على أعمال الجوارح، يدخل أيضاً على أعمال القلب كفسادها، وكما أن صاحب القضية المستترة يعجب بخصاله، كذلك يكون ذو العجب الشنيع أيضاً، أي أنه يعجب بخصاله، كما صرّح بهذا الحديث الشريف حيث خصّهما بالذّكر لأنّهما خافيان عن نظر أغلب الناس.


--------


القسم العربي، الشؤون الدولية،كتاب الاربعون حديثا، تعريب السيد محمد الغروي، صفحه 83.