تُعتَبَرُ الدعوة إلى اغتنام مرحلة الشباب، والاهتمام بالآخرة وبالله تعالى، والإشارة إلى المكانة الفريدة للصلاة، من أبرز النقاط التي تتجلّى في رسالة الإمام الخميني (قدس سره) العرفانيّة إلى المرحوم السید أحمد، وهي الرسالة التي كتبها الإمام في السابع والعشرين من شهر آبان سنة 1365هـ.ش، الموافق للخامس عشر من ربيع الأول عام 1407هـ.ق.
وبحسب ما أفاد به مراسل موقع جماران الإخباري، فإنّ الإمام الخميني (قدس سره) أكّد في هذه الوصيّة العميقة الموجّهة إلى المرحوم السید أحمد، على أنّ الصلاة تُشكِّل محور الترقي الروحي والسير والسلوك إلى الله. وقد جاء في فقرة من تلك الرسالة:
«يا عزيزي! اغتنم ما تبقّى من شبابك، فإنّ مرحلة الشيخوخة تُضيِّع كل شيء، حتى التوجّه إلى الآخرة وإلى الله تعالى. وإنّ من أكبر مكائد الشيطان والنفس الأمّارة أن يُمنّي الشبابَ بالإصلاح في الكِبَر، حتى تنقضي مرحلة الشباب بالغفلة…».
كما يوضّح الخبر أنّ الإمام، في هذا اليوم بالذات، قدّم وصيّةً عرفانيّةً لابنه، تحدّث فيها عن السفر الروحي من عالم الخَلق إلى عالم الحق، وعن منازل السير إلى الله، مبينًا في الوقت نفسه ضرورة الابتعاد عن الغفلة ومجاهدة النفس، وأنّ الصلاة هي «معراج العارفين» وطريق الوصول إلى معرفة الله.
ويشير التقرير إلى أنّ هذه الرسالة تحتوي على مضامين عالية تتعلّق بالزهد، والتواضع، وضرورة معالجة النفس، والتحذير من حبّ الذات الذي هو أصل كلّ الفتن، مؤكدًا أنّ على الشباب انتهاز فرصة القدرة والقوة في هذه المرحلة، قبل أن يداهمهم الضعف وتغلق أبواب الإصلاح.
---------
القسم العربي، الشؤون الدولیة.