انّ النظر الى شخصية الامام (قدس سره) من زاوية واحدة، يُنقص من تعرّفنا عليه. الغالبية من الناس، يعرفون الامام، من ناحية مقارعته للأستكبار فقط! هذا...لايعكس الحقيقة كلها! ان لم نأخذ الزوايا الأخرى في شخصية سماحته، الى جانب الخواص الثورية، فانّ تحليلنا لشخصية ذلك الرجل العظيم، ناقص! ويمكن ان يؤدي الى ردود سلبية! فبدل ان نُحبّب الامام (قدس سره)، نُنْقص من محبوبيته! كان الامام الخميني، عارفاً، سالكاً، مفسراً للقرآن، فيلسوفاً واستاذاً للأخلاق.. حيث فجّر الثورة. فقد كان سماحته، شاعراً ايضاً، مازالت بصماته على صفحة الشعر والشعراء، واضحة ملموسة، لها اثرها العميق... ولاسيما علاقته وروابطه بكبار شعراء البلاد، فهو القائد الذي كان شاعراً! ومابذلته قريحته الرائعة، يتمثل في ديوان "شعر الامام الخميني" الذي جُمعت فيه اشعاره، حيث كان لتلك الاشعار ولايزال، الاثر الواضح، على شعر الثورة والمسار الادبي الثوري في البلاد، بشكل عام، وحوت اشعاره، مضامين شتى، كالحب، العرفان، العاطفة ومايتعلق بالمجتمع، وكان سماحته ينظر الى العالم، نظرة فقيه، عارف... تجلّت فيما قاله من الشعر، غلبت عليه النزعة العرفانية، وامتزجت بحياته البسيطة، المتواضعة، وزهده المعروف عنه، اضافة الى انه (قدس سره) كان يهدف الى مسائل وعوامل هامة، للوصول اليها عن طريق الشعر.
اشار حجة الاسلام والمسلمين الشيخ علي كمساري، المساعد الثقافي، الفني، لمؤسسة تنظيم ونشر تراث الامام الخميني (قدس سره)، الى بعض زوايا شخصية الامام، وماتجمعه من اضداد (على مايبدو)، وذكر انّ سماحته، لم يكن سياسياً بما تحمله الكلمة من معنى! فلم يبدأ الانتفاضة بذريعة سياسية، ولم ينظر الى السياسة كهدف نهائي في حركته، رغم انه كان من حيث العمل والمسلك وبنظرته الى العالم، سياسياً! وقد تزعّم اكبر تيار سياسي آنذاك... المهم، انّ شخصيته (قدس سره)، كانت تنطوي على اضداد (في ظاهر الامر)، اذا مانظرنا الى ذلك دون شفافية وتحقيق... فكان كل ما قام به وما سلك، وما احتوت رؤيته عليه، موجّهاً لهدف واحد...، فلايجب، اذن، تقييم شخصيته من بُعد واحد او زاوية دون اخرى، يجب التعرف عليه من جديد، بشفّافية ودراسة، تُزيح الستار، عما يكتنف تلك الشخصية الفذة من اوهام وابهام.