كلمة الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله في مهرجان يوم القدس العالمي الذي أقامه حزب الله في بلدة مارون الراس 8-6-2018.
اعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا خاتم النبيين أبي القاسم محمد بن عبد الله وعلى اله الطيبين الطاهرين، وعلى صحبه الاخيار المنتجبين وعلى جميع الانبياء والمرسلين.
السلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته.
أشكركم على هذا الحضور الكبير في هذا اليوم من شهر رمضان المبارك، في يوم الصيام وفي هذه الشمس الحارقة. الآن لنا أسوة بإخواننا وأهلنا في غزة وفي الكثير من مدن العالم الذين خرجوا ساعة الظهيرة بعد صلاة الجمعة مباشرة. أرحب بكم وأسأل الله سبحانه وتعالى للجميع قبول الأعمال في هذه الليالي المباركة وفي هذه الأيام العزيزة من شهر الله العظيم.
مجددا نلتقي في يوم القدس العالمي الذي أعلنه الإمام الخميني قدس سره الشريف، يوما عالمياً عندما اختار آخر يوم جمعة من شهر رمضان المبارك ليكون يوما عالميا للقدس، بما يعنيه هذا اليوم، يوم الجمعة الاخير من شهر رمضان المبارك، من قيمة دينية وعبادية وفكرية وجهادية وانسانية. وكان للامام اهدافه الكبيرة من خلال هذا الاعلان، لطالما تحدثنا عنها في احياءات يوم القدس، ان تبقى هذه القضية حية، قوية، حاضرة في وجدان الأمة، وفي وجدان شعوب العالم. حتى الامام لم يسمها اليوم الاسلامي للقدس او اليوم العالمي الاسلامي للقدس، سمّاها اليوم العالمي للقدس ليكون مناسبة يتضامن فيها كل شعوب العالم مع هذه القضية الحقة.
هذا اليوم، طبعاً، بعد رحيل الامام رضوان الله عليه أكده سماحة الامام القائد بقوة في ضرورة الالتزام به وإحيائه وخصوصاً في كلمته الاخيرة قبل أيام عند ضريح الامام الخميني عندما وجه خطابه وباللغة العربية الى الشعوب العربية والى الشباب العربي وطالبهم بقوة بأن يهتموا بهذا اليوم، يوم القدس، وبإحياء هذا اليوم وبأن يشاركوا في تحمل المسؤولية تجاه هذه القضية المقدسة.
يتأكد أهمية هذه المناسبة وأهمية أن يكون للقدس يوم عالمي وأن تعتني الأمة بإحياء هذا اليوم، أولا لأن القدس ومدينة القدس والمقدسات الاسلامية والمسيحيية في القدس هي بحق حقيقة الصراع القائم، وجوهر الصراع القائم منذ أكثر من سبعين عاماً، وهي أيضاً رمز هذا الصراع، يعني هي ليست فقط عنوان ورمز، هي حقيقة وجوهر الصراع وهي عنوان ورمز هذا الصراع.
وثانيا، لما تتعرض له القدس ومن خلفها القضية الفلسطينية كل عام من مستجدات ومؤامرات ومساعي للأعداء للسيطرة والتصفية وحسم المعركة، وخطوات جديدة، ومؤامرات جديدة كان آخرها هذا العام اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لاسرائيل، للكيان الغاصب. وقبل أسابيع نقل السفارة الأميركية الى القدس، والأخطر هو في هذا العام هو ما يجري تداوله من حديث حول صفقة القرن التي ستؤدي والتي تعني والتي تهدف الى تصفية القضية الفلسطينية نهائيا وتسليم القدس والمقدسات فيها بشكل نهائي للكيان الغاصب، هذا في الزمان، اذا نحن اليوم في يوم الجمعة نحيي هذه المناسبة، وأما في المكان فقد اخترنا هذا العام ان يكون احياؤنا لهذه المناسبة العظيمة في بلدة مارون الراس لرمزيتين، الاولى عند الحدود هنا مع فلسطين المحتلة حيث يمكن لكم ان تتنشقوا هواء فلسطين وان تشعروا بالريح المبارك الآتي من الأرض المباركة، وتطل على أرض فلسطين، على أرضكم، على قراكم المحتلة في فلسطين، على الأرض التي اغتصبها الصهاينة الذين جيء بهم من كل انحاء العالم. اذا رمزية الحدود القرب من فلسطين بالمكان وبالقلب وبالروح وبالعقل وبالنفس والتنفس وبالتأمل وبالعيون وبكل المشاعر والاحاسيس، والرمزية الثانية ما تعنيه بلدة مارون الراس من رمزية مقاومة وصمود وبطولة وشجاعة وتحدي عبّر عنها مجاهدو المقاومة في الأيام الأولى للمواجهات البطولية في مواجهة العدوان الاسرائيلي في حرب تموز في حرب ال 33 يوما، هذا في المكان، اما حديثي اليوم فهو يتمحور في طبيعة الحال حول المناسبة حول القدس وفلسطين والصراع مع العدو والبيئة الاستراتيجية لمحورنا ولمعركتنا في هذه المنطقة.
بطبيعة الحال عندما ننظر اليوم إلى داخل فلسطين والى ما يجري في العالم فيما يعني اليوم العالمي للقدس، الى عشرات الآلاف في المسجد الاقصى وحول المسجد الاقصى الذين صلّوا اليوم صلاة الجمعة الاخيرة. عندما ننظر الى غزة والى عشرات الالاف الذين احتشدوا تحت الشمس وفي الحر وهم صائمون على خطوط المواجهة وعلى حدود القطاع في مسيرات العودة، عندما ننظر الى 900 مدينة في ايران يخرج أهلها وشعبها لاحياء هذا اليوم ، الى صنعاء وصعدة والحديدة، الى بغداد، الى باكستان وأمس في الليل الى البحرين والى الكثير من دول العالم التي ساعود لها في سياق الكلام، ونرى هذه الحشود الكبيرة، والضخمة، يتضح لنا بقوة أن مناسبة اليوم العالمي للقدس التي اعلنها الامام الخميني تقوى وتزداد حضورا وحيوية وعنفوانا بالرغم من مساعي أعداء القدس الدوليين والاقلميين لاماتة هذا اليوم والغاء هذا اليوم ومحاصرة هذا اليوم منذ عشرات السنين.
ويؤكد أيضا هذا الحضور الكبير أن قضية القدس وبالرغم مما جرى في منطقتنا خلال 70 عاما وبالخصوص من خلال ما جرى في منطقتنا في الاعوام الاخيرة منذ عام 2011 الى اليوم والذي تعرفونه على مستوى الاحداث الداخلية في أكثر من بلد عربي واسلامي، وما أثير من اشكالات وشبهات وفتن ووو.. ان قضية القدس موجودة وحية بقوة في ضمائر ووجدان وعقول وقلوب وايمان ومشاعر أبناء هذه الامة وعلى امتداد العالم وفي اي بلد كان، وهذه من نقاط القوة وايا تكن التحالفات التي تتشكل من اجل انهاء هذه القضية او اسقاط هذه القضية.
ابدأ من مدينة القدس، ثلاثة تحديات أساسية اليوم في مدينة القدس، نتكلم عن المدينة كمدينة، كعاصمة لفلسطين وكأرض للمقدسات أيضا. الاستحقاق الاول او التحدي الاول بعد الاعتراف الاميركي بالقدس عاصمة لاسرائيل، للكيان الغاصب وهو الامر الذي كان متوقعا ومنسجما مع السياسات الاميركية، الادارات المتعاقبة، هناك معركة ان لا يعترف العالم ودول العالم وبالخصوص الدول العربية والاسلامية بهذا الامر وان لا يستسلموا له، يعني ان يصبح العالم كله يعتبر او يعترف او يسلم بأن القدس عاصمة لاسرائيل، وطبعا هذه المعركة بالرغم من الظروف العربية والاسلامية، يعني ظروف الدول العربية والاسلامية غير مناسبة الا ان امكانيات وظروف هذه المعركة قوية في العالم، وتقبل الكثير من دول العالم لهذا الموقف، يعني ان لهذا الاعتراف وهذا الاقرار أرضية عظيمة جدا، وقد شهدنا هذا في الاجتماعات العامة في هيئة الامم المتحدة.
المطلوب فقط أقل الجهد وأنا لا أبالغ عندما أقول أقل الجهد من الدول العربية ومن الدول الاسلامية ومنظمة التعاون الاسلامي والتي "الله لا يحطها بديار حدا" جامعة الدول العربية، أقل الجهد لكي نواجه ونربح في هذه المعركة التي اسمها ان لا تذهب بقية دول العالم الى الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل. طبعا الموقف الفلسطيني والسلطة الفلسطينية والفصائل الفلسطينية أساسي في هذه المعركة.
التحدي الثاني هو التحدي الديموغرافي في القدس، أتكلم عن هذه التحديات لاننا نحن خارج فلسطين ايضا شركاء في تحمل المسؤولية ونستطيع ان نفعل شيئا، التحدي الديموغرافي، التحدي في تغيير الهوية السكانية، الصهاينة ايها الاخوة والاخوات منذ احتلال القدس الشرقية عام 1967 يعني منذ اكثر من 50 عاما وهم يعملون لايجاد تغيير ديموغرافي حاسم في مدينة القدس الشرقية وفي مدينة القدس ككل، هم فعلوا ذلك في القدس الغربية، لكن الان مدينة القدس مجتمعة شرقية وغربية، هكذا ينظر لها الصهاينة، يوجد تحدي اساسي ويوجد مخططات اسرائيلية لتغيير هويتها السكانية، هذا ما سيمونه تغيير ديموغرافي، من خلال ضم كتل استطانية من الضفة الغربية والحاقها بمدينة القدس تحت عنوان القدس الكبرى، مدينة القدس الكبرى، ومن خلال زيادة الاستيطان داخل مدينة القدس ومن خلال الضغط على الفلسطينيين المقدسيين لمغادرتها وتركها، وهذه معركة كبيرة.
والمعركة الاخرى والتحدي الثالث هي مسألة المقدسات في مدينة القدس وبالأخص بيت المقدس، المسجد الاقصى، وكل ما هو موجود داخل الحرم القدسي هذا ايضاً تحدي وتهديد ومعركة.
في كلا هاتين المعركتين (التغيير الديمغرافي والحرم القدسي والاقصى) الحقيقة هي ان السكان المقدسيين العرب في القدس الشرقية من مسلمين ومسيحيين يقع على عاتقهم العبء الأكبر للمعركة والرهان الاساسي عليهم، بمعنى ان بقائهم في المدينة وحفاظهم على بيوتهم ومساكنهم وعلى متاجرهم وعلى وجودهم السكاني في المدينة هي المعركة الحقيقية والتي قام بها سكان القدس من 1967 الى اليوم، وهنا أود ان اقول شيئاً لانه هناك العديد من الاشخاص في العالم الاسلامي والعالم العربي لا يتابعونه.
الاخوان أرسلوا لي احصائيات والوقت لا يتسع لقرائتها لكن بالرغم من 50 عاماً، استطيان وبناء شقق وضم كتل وضغط على الفلسطينيين، سلبهم حقوقهم المدنية، وسلبهم الامن والامان وهدم منازلهم بحجج متنوعة وفقدان فرص العمل والظروف المعيشية الصعبة الا ان حكومة العدو عجزت عن ايجاد تغيير حاسم في البنى السكانية للقدس خصوصاً في القدس الشرقية ولا يزال هناك مئات الالاف لا زالوا يسكنون في القدس من العرب الفلسطينيين والذين ما زالو فلسطينيين ولم يطالبوا بالجنسية الاسرائيلية، اعدادهم، ومن المفروض ان الضغط والحرمان والظلم ان يقلل هذا العدد الا ان اعدادهم بحمد الله تتزايد، بفعل الصمود والثبات والتزاوج والتناسل...
ايضاً هؤلاء بقائهم هناك يمنع تغيير هوية المدينة، وثانياً وجودهم هناك كما سمو انفسهم بالفعل وكما يعترف لهم الاعلام الاسرائيلي بأنهم باتوا حراس الاقصى. اليوم المقدسيون، الرجال والنساء والصغار والكبار نيابة عن الأمة الاسلامية كلها، عن أمة المليار وخمسمئة مليون مسلم الذين يجب عليهم الدفاع عن القدس والمسجد الاقصى يقف المقدسيون وبقبضاة عزلاء ليحرسوا الحرم القدسي والمسجد الاقصى وهذا ما يعترف به الصهاينة وفي وسائل اعلامهم، والمعركة الاخيرة التي خاضها قبل أشهر وعلى مدى أيام متواصلة المقدسيون في محيط المسجد الاقصى في مواجهة أي تغيير (بوابات الالكترونية) حضور قوي وفاعل مما فرض على الحكومة ان تتراجع.
اليوم اذاً الذي يحمي هوية المدينة ومن يحمي مقدساتها هم المقدسيون بالدرجة الاولى.
لو تمكنوا من البقاء في القدس، بيوتهم، أو حضورهم في متاجرهم وبالرغم من قلة فرص العمل والظروف المعيشية الصعبة والاوضاع القاسية التي تحيط بهم.. امشو في طرقاتها لتروا هناك شوارع وأسواق القدس وتروا الفلسطينين والفلسطينيات والصلاة في المسجد الاقصى والصلاة في كنيسة القيامة، لو فقط فعلوا هكذا، لا حملوا سلاحاً ولا ضربوا سكيناً ولا قاموا بعملية أمنية وعسكرية، هذا بحد ذاته هو أعظم الجهاد وأهم الجهاد الذي يمكن ان يمارسه المقدسيون وعليهم تعلق الآمال الكبيرة في هذين التحديين اي في تحدي تغبير الهوية والحفاظ على الحرم والمسجد الاقصى وكنيسة القيامة.
الواجب هنا على بقية الناس وعلى بقية المسلمين في العالم ان يساعدوا هؤلاء المقدسيين، ببساطة الامر يحتاج الى نقود وأموال. انفاق المال بهذه المعركة التي اسمها ان نساعد المقدسيين على ان يبقوا في بيوتهم وعلى ان يعيشوا ولو في الحد الادنى من الحياة، على ان لا يهجروا مدينة القدس، ان لا يستسلموا للضغوط الاقتصادية والمعيشية وان لا يستسلموا للاغراءات المالية الهائلة التي تعرض الان في بعض الاماكن في القدس. انظرو ماذا يحصل، للأسف الشديد، بعض العرب، بعض دول الخليج وبعض من يسمى بأثرياء العرب ورجال الأعمال العرب، بدل أن ياخذ النقود على مدينة القدس لمساعدة الناس ليثبتوا ويصمدوا ويعمروا بيوتاً لأولادهم وأحفادهم، يذهبون بالنقود لشراء البيوت من المقدسيين تحت عنوان أنا عربي وأنا خليجي وأريد أن أشتري هذا البيت في جوار الحرم وخصوصاً عند أسوار الحرم وتدفع اموالاً طائلة.
أمس كنت أستمع لأحد المسؤولين الفلسطينين يقول ان بيت في جوار الحرم عرض على صاحبه مبلغ 20 مليون دولار ليبيعه، تصوروا معي شخص فلسطيني ولا يستطيع ان يعمر بيتاً وجالس مع عائلته وعياله وفي ظروف معيشية وأمنية صعبة ثم يأتي رجل عربي ويقول له أريد المنزل من أجل السكن فيه وأريد ان أكون في جوار الحرم وسأعتكف في المسجد، يعني أن يدخل في العبارات الدينية، لكن الاخطر من هذا أن يصل ثمن هذا المنزل الى 20 مليون دولار، ثم في نهاية المطاف سيقوم رجال الاعمال العرب الخونة ببيع هذه البيوت للصهاينة، هذه مؤامرة خطيرة تتعرض لها مدينة القدس والعقارات في مدينة القدس.
لكي نساعد المقدسيين على الصمود، مطلوب شيء واضح، مال وتبرعات وتقديمات من دول ومن أغنياء حتى من الشعوب وحتى من الناس الذين قد يملكون بعض الامكانيات المتواضعة والبسيطة. اليوم هذه هي مقدمة الجبهة وهذا هو خط الدفاع الاول عن المسجد الاقصى وعن المقدسات وهوية المدينة وهذه مسؤولية وان لا أقول لمن نعطي هذا المال ولأي صندوق وهل سيصل هذا المال؟ هذه تفاصيل فمن يريد أن يقدم مالاً يستطيع أن يبحث عن الوسائل الموثوقة ويمكن لهذا المال أن يصل ولكن من أجل ان لا نبقى فقط في الخطابات، الامر الجدي والحقيقي هو هذا، المقدسيون الفلسطينيون أنفسهم لديهم ايمان وارادة وعزم وصبر واستعداد للبقاء والتضحية والتحمل، لكن على بقية الناس في العالم العربي والاسلامي أن يساعدوهم حتى في الحد الادنى من إمكانيات البقاء والصمود في هذه المدينة وهذه المعركة.
أيضاً في البعد المعنوي فيما يعني القدس ونعود الى القدس كرمز وقضية، في البعد لمعنوي، الاعلامي ، الثقافي، السياسي، يجب ان تكرس من جديد هذه القضية كأولوية على مستوى الامة والكل يستطيع أن يفعل جهوداً، في موضوع القدس الكل متفق، من الممكن ان نختلف على سوريا، على لبنان، على السعودية، ونختلف على العديد من الأمور ولكن يمكن أن نتفق في القدس ويعمل كل واحد منا من موقعه بامكاناته ومقدراته لخدمة هذه القضية وعلى كل صعيد.
اليوم، في عام 2018 هناك تحدي جديد ايضاً في مواجهة قضية القدس وفلسطين، وأشرت له قبل ايام في 25 ايار ولكن اليوم المناسبة اهم للوقوف عنده الذي هو شيء جديد بالعالم العربي وخصوصا في بعض دول الخليج وهذا الامر اصبحنا نراه في بعض الصحافة العربية والعالمية على مواقع التواصل الاجتماعي وهو امر جديد لم نشهده في العالم العربي منذ سبعين عاماً يعني منذ انطلاقة هذا الصراع مع العدو الاسرائيلي دائماً في حالات الضعف كان ياتي من يقول يا اخي نحن لا نستطيع مواجهة اسرائيل وتعالوا لنقبل بالحلول ونقبل بوجود دولة اسمها اسرائيل، والقدس تصبح نصفين وان نعطي جزءاً للاسرائيليين وجزءاً للفلسطنيين، وأن ننهي هذا الموضوع، لكن لم يقم أحد منذ سبعين عاماً في اطار الاستسلام والضعف والهزيمة والاحساس بالعجز بتقديم تنظير ديني ولا تنظير عقائدي ولا تنظير فلسفي ولا تنظير تاريخي لهذه الهزيمة.
اليوم هذا التنظير بالدرجة الاولى تتحمل مسؤوليته الممكلة العربية السعودية، لأنه بدأ من هناك ومن ثم ذهب الى الامارات وبعدها الى البحرين وبدأنا نجد له السنة واقلام في العالم العربي والذي يقول ان للاسرائيليين حقا دينياً في فلسطين والقدس وهذه بداية خطرة في المعنى الثقافي والديني وفي معنى التزييف الديني والتضليل الديني والتحريف الديني، وهذه لا تمس فقط قضية فلسطين، بل هذا تزييف وتزوير وتحريف لمعاني القرآن ومفاهيم القرآن ومفاهيم الاسلام .
للأسف الشديد اليوم جاء من يريد أن يحمي عرشه هنا و عرشه هناك، كيف؟ الذي يحمي العروش والانظمة والحكومات في منطقتنا اما الشعوب او اميركا، هذا هو واقع الحال. اذا هناك دولة او نظام او رئيس او حكومة يراد الاطاحة بها الذي يحميها اما الشعب والناس يخرجون للدفاع عنها ومنع سقوطها، واما أميركا من خلال تهويلها وعقوباتها وضغطها ويمكن أيضاً حربها العسكرية على هذا الشعب او ذاك ان تمنع اسقاط هذا العرش او ذاك العرش. هؤلاء لا تحميهم شعوبهم وليس لديهم قيمة عند شعوبهم بل هؤلاء تحميهم اميركا وترامب نفسه هو قال عن بعض دول الخليج وعن بعض الدول في المنطقة من أجل عدم التشخيص وتقليل العدد، هو قال ان هناك حكومات ودول وأنظمة في هذه المنطقة إذا نتخلى عنها نحن تسقط خلال اسبوع. هؤلاء الذين يعرفون هذا، من أجل أن لا تتخلى عنهم أمريكا، ما الذي تريده أمريكا؟ تريد إسرائيل، الإعتراف بإسرائيل، القدس، تصفية القضية الفلسطينية، هذه مصلحة أمريكية الاستراتيجية إذا فاليكن ثمن الحفاظ على العروش هو تصفية القضية الفلسطينية، هذه هي المعادلة.
هؤلاء كيف سيصفون القضية الفلسطينية بعد سبعين سنة من القول أن هذه القضية قضية محقة وهذا شعب مظلوم و.. و,, الذي تريدونه سيتجهون نحو التبرير الديني، يأتي التبرير الديني، يبدأ يخرج لك آيات من القرآن وآيات من الانجيل وفتاوى وعّاظ السلاطين الجاهزين، السلطة تقول الأمر الفلاني حرام يخرج وعاّظ السلاطين وفقهاء السلاطين وحقا سماهم الإمام الخميني بفقهاء السلاطين، يخرجون ويقولون لك حرام، ويبدأ بعرض الآيات والروايات والأدلة العقلية والاستحسانات والمصالح المرسلة والأسباب الصحية، كالذي حصل مثلاً بقيادة المرأة للسيارة، على مدى 100 سنة أو 70 سنة أو 80 سنة سمعنا استدلالات فقهية لتحريم قيادة المرأة للسيارة.
أنا كنت أجلس أستمع إليهم منذ مدة حتى وصل إلى أنه إذا قادت المرأة السيارة هذا يؤثر على بنيتها وعلى قدرتها على الإنجاب وعلى وعلى وعلى...لم يتركوا دليلاً بليلة "ما فيها ضوء قمر"، السلطان رأى بأن قيادة المرأة للسيارة حلال، خرج وعّاظ السلاطين ومسحوا كل الاستدلالات الفقهية خلال سبعين سنة وصارالأمر حلالاً.
نفس الأمر يحصل الآن بموضوع فلسطين والقدس، الأمرذاته بالصغيرة وبالقضايا الكبرى .
الآن اكتشفوا بعد سبعين سنة، اكتشفوا، عجيب سبعين سنة لم يكتشفوا، وسبعين سنة يقرأون القرآن في الليل وفي النهار، وسبعين سنة يطبعون ملايين نسخ القرآن، وسبعين سنة يقرأون أحاديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم، لم يكتشفوا، الآن اكتشفوا، "طلع" يا أخي هناك قصة أن هؤلاء الصهاينة لهم حق تاريخي ولهم حق ديني والقدس هي مدينة مقدسة لهم كما أن مكة مدينة مقدسة لنا والمدينة المنورة مدينة مقدسة لنا، ويجب أن نترك لهم، "ولو" لدينا كل ما يوجد من مدن مقدسة، الآن يا مسلمين "ضاقت بعينكم مدينة مقدسة للصهاينة أعطوهم إياها، هذا حقهم، وجاء التنظير الديني والتنظير التاريخي والتنظير الفلسفي.
طبعا الآن لا اريد أن أعرض ما يقولون وأجيب، لا الزمان ولا المكان ولا الوقت يتيح لي ذلك، مع العلم أن ما قالوه حتى الآن هو مجموعة من السخافات والأضاليل والتزييفات التي لا تصمد عند أبسط تأمل، لكن لأنه في عالمنا العربي والإسلامي يوجد نوع من الناس، بسطاء، يمكن أن يضحك عليهم خصوصا عندما تخرج لهم علماء كبار ومثقفين ونخب فكرية وشيبة وما شاكل قد ينطلي عليهم هذا الخداع لبساطتهم، وهناك أناس لا، ليسوا بسطاء لكن يا أخي يبحث عن من يقول له أن هذا الموضوع حلال. هناك كثر يتمنون أن لا تعود هناك قضية فلسطيينة وما هذا العبء، ولم يعد هناك واجب على المسلمين اسمه تحرير فلسطين وتحرير القدس، وخلصنا وخلصنا من هذا الهم اذهبوا لنرى أمراً آخرأً الأفضل أن يأتوا المشايخ ويفتوا لنا بهذا الموضوع.
اليوم مسؤولية العلماء والمفكرين والمثقفين ووسائل الإعلام والجامعات والثانويات ومواقع التواصل الاجتماعي ومراكز الدراسات وكل من لديه لسان وقلم وبيان وقدرة على التعبير أن نواجه هذه الفتنة ونقطع رأسها ونقضي عليها في مهدها قبل أن ينتشر هذا الفكر التضليلي التزييفي التحريفي ويأخذ مكانه في العالم العربي والإسلامي. ليس له أهمية كثيرة، صحيح، لكن خطورته عندما يكون هناك أموالاً طائلة ووسائل إعلام كبرى وهناك جامعات كبرى وهيئات علمائية كبرى ستعمل له، معنى ذلك هناك تحدي معناه لديه فرصة الانتشار في العالم العربي والإسلامي، معناه بعد عدة سنوات سنكون أمام جدل ديني وفكري وفقهي وعلمي طويل وعريض في هذه المسألة.
هذا تحدي أيضا يجب أن ننتبه إليه ونواجهه.
الرهان اليوم في يوم القدس العالمي، نحن في عام 2018، الرهان هو على الأجيال، على الأجيال، هم يراهنون على يأس أجيالينا، على نسيان أجيالينا، على انقلاب الأولويات عند أجيالنا، على أن تصبح فلسطين والقدس خارج اهتمامات أجيالنا في فلسطين وفي خارج فلسطين، ومعركتنا هي معركة الأجيال، وموقف الأجيال، وثقافة الأجيال، وحضور هذه الأجيال في الميادين إذا دخلنا إلى المعركة اليوم، إلى الصراع القائم اليوم، من هذا الباب، ومن هذه الزاوية، هذا يأخذني إلى المقطع الثاني الذي أسميته البيئة الاستراتيجية للمقاومة في المنطقة.
بالرغم من الصعوبات لأنني سأتحدث بالبيئة الاستراتيجية للمقاومة، البيئة الاستراتيجية الأخرى وأوضاع الآخرين على إمتداد العام نسمعهم بتكبير وتعظيم ومحاولة للمس بمعنوياتنا.
في باقي الوقت المتاح دعوني أتجه إلى الناحية الإيجابية، على الإضاءات، نقاط القوة والنقاط الإيجابية ونقاط الأمل التي يمكن التعويل عليها في هذا الصراع الطويل.
عندما أتحدث عن الأجيال، أولا دعونا ننظر إلى غزة، غزة على مدى أسابيع، الفلسطينيون يخرجون إلى أكثر من نقطة حدودية تحت عنوان مسيرات العودة ومخيمات العودة رجالاً، ونساءً، وصغاراً وكباراً وتشاهدوهم على شاشات التلفزة ويقدمون عشرات الشهداء وآلاف الجرحى وعشرات الآلاف، يقفون في وجه أحد أقوى جيوش المنطقة، لا أريد أن أقول الأقوى، هذا انتهى، عام 2000 انتهى الجيش الأقوى بالمنطقة، لكن أحد أقوى جيوش المنطقة، وأمام الرصاص الحي والمطاطي، وأمام القنابل المسيلة للدموع، وأمام القتل الواضح عندما تتحدث عن 3000 4000 جريح، تتحدث عن 3000 4000 احتمال شهيد، الرصاصة عندما تصيب، هو يطلق النار ليقتل، أصابت كتفه أو يده أو قدمه أو رأسه. نحن بالحقيقة إذا أردنا أن نصنف اليوم حتى نقول هناك 100 وكذا شهيد في مسيرات العودة وما يزيد على 4000 فرضية شهيد على 4000 احتمال شهيد وبعضهم طبعا يعاني من الجراح وبعضهم يستشهد لاحقا. لكن نجد أن هؤلاء الفلسطينيون لم يتراجعوا، واليوم ذهبوا صائمين وفي حر الشمس وفي مواجهة القتل ذهبوا إلى الحدود، هذا ماذا يعبّر؟ يعبّرعن قمة في الشجاعة، قمة في البطولة، قمة في الاستعداد للتضحية، قمة في الإيمان بقضيتهم، بحقهم بأرضهم، بمقدساتهم، أليس كذلك؟ وهذا يعطي نقطة الأمل الأكبر لأن كلما يجري بموضوع فلسطين يتوقف على موقف الشعب الفلسطيني وقطاع غزة هو جزء أساسي من الشعب الفلسطيني.
هؤلاء اليوم يعبّرون عن أجيال، تنظرون إلى الوجوه، تجدون بعض كبار السن، صحيح، لكن الأغلبية الساحقة من عشرات الألاف التي تذهب كل يوم جمعة إلى السياج، إلى الحدود، هم من الشباب سواءً كانوا شباباً أو شابات، صبايا. وأغلب الشهداء من الشباب، هذه نقطة أمل قوية جدا، ليس فقط المقاتلين من الشباب، هناك شباب، أنا أقول لكم عندنا في لبنان ان تأتي للشباب وتقول له احمل بندقية ونريد القتال بالجبهة تجده مندفعاً، لكن أن تقول له نريد تنظيم تظاهرة ربما يقول لك خذني إلى الجبهة ولا أريد التوجه للتظاهرة، لكن عندما تصبح الجبهة هي تظاهرة، وتصبح المعركة هي التحدي، الصدر العاري في مقابل الرصاص الحي، هذه أجيال غزة وهذه أجيال الضفة الغربية شباب وصبايا، بالسيارة والسكين وبكل الوسائل، هذه شباب القدس، انظروا للمصلين اليوم في المسجد الأقصى وبالرغم من أنهم يمنعون الشباب لكن هناك اعداداً كبيرة مازالت تتواجد وتحضر.
الشعب الفلسطيني إذا اليوم من القطاع إلى الضفة إلى بيت المقدس إلى التطور بالموقف في أراضي ال48 إلى مظاهرات حيفا الأخيرة إلى الشعب الفلسطيني في المخيمات وفي الشتات خارج فلسطين كل الدلائل والمؤشرات تقول أن هذا الشعب لن يتنازل عن القدس، لن يتنازل عن المسجد الأقصى، لن يتنازل عن فلسطين، لن يتنازل عن حق العودة وهذه النقطة الجوهرية. بطبيعة الحال الشعب الفلسطيني كله، الفصائل والشعب والسلطة الفلسطينية كلهم الآن يتعرضون لضغوط نفسية وسياسية ومعنوية ومالية واقتصادية هائلة من أجل القبول بصفقة القرن. الذي يحدد نجاح أو فشل صفقة القرن بالدرجة الأولى هو الشعب الفلسطيني لأنه خط الدفاع الأول عن فلسطين وعن مقدسات الأمة في فلسطين وهذه نقطة قوة أساسية. لو كنا أمام شعب يائس، أمام شعب طلق الكفاح والمقاومة والجهاد، أمام شعب يبحث عن الفتات من حقنا أن نخاف وأن نقول أن هذه الصفقة آن آوانها وستنجح، لكن ما دام هذا الشعب بعد سبعين سنة من التهجير والتشتيت داخل فلسطين وخارج فلسطين والتضحيات ومئات ألاف الشهداء والجرحى وا وا وا وا وا.,, يزداد عنفوانا، يزداد حضوراً، يزداد تمسكاً بحقه، هذه أهم نقطة أمل وقوة في محور المقاومة.
عندما نخرج خارج فلسطين اليوم، ننظر مثلا إلى مسيراات يوم القدس العالمي والإحياءات سواء كانت مسيرات أو إحتفالات أو ندوات أو مهرجانات أو أي شكل من أشكال الأحياء المتبعة الآن في العالم.
لدي ملاحظتين:
الملاحظة الأولى عندما نأخذ شكل الأحياء لأننا علينا أن نقرأه بالسياسة، أقسم خارج العالم العربي وداخل العالم العربي.
خارج العالم العربي لدي لائحة طويلة وهذه اللائحة موثقة، وهناك أفلام بالتلفزيون وعلى وكلات الأخبار والأنباء.
خارج العالم العربي تجد بداية من إيران 900 مدينة تتظاهر، تركيا مسيرات وفعاليات مختلفة، باكستان تظاهرات كبيرة، الهند، افغانستان، أندونسيا، نيجيريا، السنيغال، تنزانيا، العديد من الدول الافريقية، تذهب إلى أوروبا الشرقية، أوروبا الشرقية عدد كبير من الدول، وإن اتجهت نحو أوروبا الغربية عدد كبير من الدول تظاهروا اليوم، الجاليات العربية والإسلامية وبعض المتضامنين من أهل البلد، ويومي السبت والأحد، لأن هناك دول لا تسمح بترخيص تظاهرات إلا يوم العطل، يومي السبت والأحد أيضا هناك جاليات ستخرج في العديد من الدول.
في عدد كبير من دول أمريكا اللاتينية وفي كندا. تجد خارج العالم العربي للجاليات العربية والإسلامية حضور كبير ومتنوع ومهم جدا ويصل صوتها إلى كل العالم.
طبعا هذا له قيمة عظيمة جدا عندما يتظاهر الناس في شوارع لندن، وباريس، وبرلين وكندا والأرجنتين والبرازيل، ويسمع كل الناس، ووسائل الإعلام، ترى أعلام فلسطين ومجسمات القدس واجتماع هؤلاء الجاليات العربية والإسلامية ومعهم أخرون، ومطالبتهم بهذه القضية، يعني هذه القضية حية لا تموت، حسنا، لماذا خارج العالم العربي تخرج الناس جميعها وتتظاهر؟ لانه اما الانظمة تسمح، لان ليس لديها مشكلة، او لانه يوجد ديموقراطية او لانه يوجد حرية ولا يوجد قمع، او لان النظام متبني مثل ايران مثلا، مثل تركيا متبنية الموقف بشكل او بآخر، حسنا، خارج العالم العربي الأمور تمام, الان سنة بعد سنة حضور الجاليات في العواصم، في العالم يكبر ويتعاظم، تظاهراتهم وحضورهم وتضامنهم.
عندما نأتي الى العالم العربي نجد في كل مكان يقع تحت ضغط وسياط، واسمحوا لي بأن أقول الحقيقة، الان نحن شهر رمضان واليوم جمعة، ليس علينا ان نجامل، بهذا التعبير، كل بلد عربي اليوم يقع تحت ضغط وسياط المحور الاميركي الاسرائيلي السعودي ممنوع ان يتنفس فيه أحد، ممنوع ان يتنفس وليس يتظاهر! ليس يقيم احتفالا او ندوة او تجمع، ممنوع عليه ان يتنفس، يوجد شيء له علاقة بالقدس ويوجد شيء له علاقة بفلسطين، الا من هو خارج هذه السياط وخارج هذه السيطرة وخارج هذا التهويل والتهديد، هذه هي الحقيقة، ولذلك نرى اليوم في أغلب عواصم ومدن العالم العربي لا يوجد شيء. الان ليس لانه يوم القدس، "انسى"، الان يمكن ان تجد من يقول لك بان هذا يوم القدس واعلنه الامام الخميني ويوم ايراني، وان يجدوا له حجة، انسى ذلك، حسنا، عندما اعلن ترامب القدس عاصمة لاسرائيل، لو تركت الشعوب العربية بنفسها، لمتلأت العواصم العربية بشعوبها، ولكن الانظمة، اغلب الانظمة منعت، لان هذا ارادة اميركية اسرائيلية سعودية، منعت وما زالت تمنع، لكن من هو خارج السياط، عندما تقف عند احياء، يجب ان تأخذ عبرة وتتأمل، اليوم مثلا، عندما تنظر الى صنعاء العاصمة العربية الوحيدة التي تخرج فيها تظاهرة بهذه الضخامة وبهذا الحشد، هل هذا صدفة؟ حتى اكثر من عواصم عربية تملك حرية واضحة، يعني من بغداد واكثر من دمشق، وفي بيروت لم نطلق تظاهرة، أقمنا احتفالا في مارون الراس، يعني لا بأس فلنتكلم عن أنفسنا، لكن في صنعاء تظاهرة شعبية ضخمة جدا، وفي صعدة ايضا وفي مدينة الحديدة التي يحشد لها ما يسمى بالتحالف العربي والذي هو العدوان الاميركي السعودي لاسقاط مدينة الحديدة، الحديدة تتظاهر في يوم القدس وتحيي مناسبة يوم القدس. صنعاء بالرغم من الجوع والمرض والحصار والقصف والعدوان واحتمال القتل، مئات الالاف يخرجون الى الطرقات، وهذا شيء طبيعي لان الشعب اليمني يعبر هنا عن انه حقيقة هو اهل الايمان، هذا هو الايمان الحقيقي، الايمان الحقيقي هو عندما يخذلك العرب ويتخلى عنك العرب ويخونك العرب ويقتلك العرب، وتمزق الطائرات العربية اطفالك اشلاء، ويجوعك العرب، ويحاصرك العرب، تخرج بمئات الالاف لتدافع عن قضية العرب الاولى، القدس وفلسطين، هذا هو الايمان، هذا هو الاخلاص، هذا هو الصدق الحقيقي، وهؤلاء هم العرب الحقيقيون، ليس الدجالين الذين يقتلونهم ويسفكون دماءهم صباحا ومساء، صنعاء والصعدة والحديدة تمتلأ بالناس، اما في اماكن اخرى في العالم العربي لا يجرأ احد على الخروج ليقول القدس ويوم القدس، لا في وسيلة اعلامية ولا في مسجد ولا في شارع ولا في ندوة والعكس، اذا قام بها احد في السعودية يعتقل ويتهم بالتخابر مع ايران ومع حماس ومع الجهاد ومع حزب الله ويدرج على لائحة الارهاب ويحكم عليه بالاعدام، التهمة جاهزة ، اليس هكذا؟ اذا لم يكن صحيحاً فليتفضل احد ويقول.
الا يدعو هذا في عالمنا العربي والاسلامي كل الساكتين في الملف اليمني الى اعادة النظر في موقفهم؟ هذا المشهد هناك شعب تحت القصف يتظاهر من أجل القدس ولا يتظاهر لشم الهواء بل يتظاهر تحت القصف والموت مثل أهل غزة تماماً ويوجد دول تتأمر مع اميركا واسرائيل على القدس وعلى فلسطين. انتم مع من؟ وبالقرب مِن مَن؟ الم تكفي هذه السنين ليكتشف البعض الحق أين والباطل أين والظالم من والمظلوم من في هذه المسألة؟
كذلك عندما نذهب الى البحرين، أمس في الليل خرجت تظاهرات في الكثير من بلدان البحرين، وتم قمع بعضها بالرغم من انه في البحرين قائدهم في الاقامة الجبرية ووضعه الصحي صعب، آية الله الشيخ عيسى قاسم، علمائهم وقياداتهم ورموزهم وآلاف شبابهم في السجون، ويقمعون ويقتلون ويحكم عليهم بالاعدام وتسحب منهم الجنسية، لكن عندما ياتي يوم القدس والتضامن مع فلسطين تجدهم حاضرين في الوقت الذي نظام وحكومة البحرين الى مزيد من التواصل والتطبيع مع اسرائيل والاعتراف باسرائيل وصولاً الى الاعلان ان لاسرائيل الحق بان تدافع عن نفسها في الجولان المحتل مثلاً.
ايضاً هنا اسمحولي ان استغل المناسبة واقول لكل الساكتين في العالمين العربي والاسلامي عما يجري في البحرين اما آن الآوان لنرى اين الحق واين الباطل ومن الظالم ومن المظلوم؟
هذان مثلان لهذا التحدي وهذه المسؤولية، طبعاً عندما نذهب الى بقية الدول نجد في سوريا مثلاً وفي دمشق ومسجد الاموي هناك احياءات ولكن في داخل الفوعة وكفريا هناك احياء، الناس المحاصرين من سنوات، محاصرين من كل الجهات ومهددين بالقتل ومهددين بالابادة ومهددين بالجوع، يجتمعون مع شيوخهم واطفالهم وكبارهم وصغارهم ويقولون بالرغم من الحصار والتهديد، وبالرغم من الجوع، نحن لا نتخلى عن القدس، وهنا الأمل ونقطة القوة. وهنا عندما تكون القدس وفلسطين كما اراد الامام الخميني من خلال اعلان يوم القدس، عندما تصبح قضية عقائدية وعندما تصبح قضية ايمانية، وعندما تخرج من دائرة اللعب السياسي والبازار السياسي وعندما تصبح قضية عقيدة وايمان وانسانية وحق وقيم، يخرج الشباب الفلسطيني أعزلاً ليواجه الرصاص الحي، ويتظاهر في صنعاء تحت القصف، ويتظاهر في كفريا والفوعة المحاصرتين الجائعتين، ويستعد المجاهد والمقاوم ان يقدم دمه في كل الجبهات من اجل ذلك اليوم الذي تعود فيه القدس وفلسطين الى اهلها وامتها.
اليوم هذه هي أجيالنا وهذه هي أناسنا، وهذا الذي يعبر عن نقاط القوة، اليوم نحن نتحدث عن محور المقاومة القوي، اولاً وبالذات في أجياله جيل واحد واثنين وثلاثة، الذي يراهن على أن هذه الأجيال - الآن هناك أناس يسمونهم أجيال الانترنت وأجيال الفيسبوك - هذه الأجيال لا تراهن في عالمنا العربي والإسلامي على أن تسكت أو تسقط أو تتخلى أو تنسحب من المعركة.
كذلك في ما يعني بالدول، كلمتين عن الدول، واحد إيران، من أول يوم انتصرت الثورة الإسلامية في إيران وأعلنت موقفاً حازماً حاسماً قاطعاً في الموضوع الفلسطيني والإسرائيلي، وهي تدفع ثمن هذا الموقف، وأنا أريد أن أقول لكم بكل بساطة، ما كانت الجمهورية الإسلامية لتواجه كل هذا العداء الأميركي الإسرائيلي الخليجي لو أن الإمام الخميني من أول يوم جاء وقال نحن يا أخي إيران وخارجين من حكم طاغوتي وعندنا ضيع فقيرة وحرمان وجوع وإهمال وبطالة ووو... نحن لسنا لدينا شغل في فلسطين، ليس شرط أن يعترف بإسرائيل، لو خرج وقال نحن لسنا لدينا شغل في فلسطين، هذه قضية لا تعنينا لا من قريب ولا من بعيد، هل كان الإمام الخميني وإيران ستواجه هذا الكم الهائل من العداء والتواطؤ والتآمر. فكيف والجمهورية الإسلامية مع الإمام الخميني ومع الإمام الخامنئي ومع شعبها العزيز تؤكد منذ 39 عاماً موقفها العقائدي الحاسم القاطع الجازم إلى جانب فلسطين وشعب فلسطين، وموقفها المطلق من موضوع إسرائيل ووجود إسرائيل وتتحمل تبعات هذا الموقف.
من الطبيعي أيها الإخوة والأخوات، كل من يعادي إيران أن يجد نفسه حليفاً لإسرائيل، اسمحو لي، هذه معادلة طبيعية، العداء لإيران يؤدي إلى أحضان إسرائيل وهو خدمة لإسرائيل.
اليوم أيضاً شعوبنا العربية والإسلامية معنية بأن لا تسمح لأميركا وإسرائيل وبعض الأدوات المنطقة من تحويل إيران إلى عدو، يجب أن تبقى إسرائيل هي العدو وفلسطين هي القضية، وإيران هي الداعم الأساسي القوي المخلص الصادق، وهذا ما عبر عنه سماحة الإمام الخامنئي في خطبته الأخيرة، بالرغم من كل تهويل ترامب وتهديد ترامب والانسحاب من الاتفاق النووي والعقوبات الأميركية وقول وزير الخارجية الأميركي أن إيران ستواجه عقوبات لم يشهدها التاريخ، لكن هل أحدثت هذه العقوبات أو هذه التهديدات أي تردد في موقف سماحة السيد القائد أو المسؤولين أو النظام أو الشعب في إيران، على الإطلاق. التظاهرات التي خرجت اليوم في مدن إيران تؤكد هذا المعنى.
إذاً في محورنا أيضاً دولة ونظام وشعب، إيران ليست فقط دولة ونظام، نحن في ظهرنا في إيران قائد ونظام ودولة وشعب ومرجعيات دينية وقوة إقليمية كبرى تدعم المقاومة وتدعم القدس وقضية فلسطين وحركات المقاومة وصمدت 39 عاماً وهي مصرة على الصمود وهي ترفض الخنوع أو الانصياع أو الاستسلام أو التخلي عن أي حق من حقوقها، وهذه نقطة قوة. ولكل الذين يراهنون - مثل ما حصل قبل أشهر - يراهنون على إسقاط النظام الإسلامي في إيران من أجل أن يحصل تحول هائل في البيئة الاستراتيجية، أنا أقول لهم رهاناتكم أوهام، رهاناتكم سراب، هؤلاء لا يتابعون الإعلام الإيراني، أنا أريد أن أدلهم على شيء لكن صادف أن آخر ليلة قدر في إيران كانت أمس، لو أخذوا القليل من الوقت أو كلفوا بعض وسائل الإعلام عندهم أن يجمعوا لهم صور ليلة القدر في إيران أمس، في مشهد وفي قم وفي طهران وفي المدن الأخرى، هذا الشعب الذي يكون صائماً كل النهار ويسهر كل الليل حتى طلوع الفجر على مدى ثلاث ليالي ويجلس ويقرأ، واسمعوني جيداً، يقرأ قرآن باللغة العربية ونحن العرب " يلا نقرا قرآن"، ويقرأ أدعية لساعات باللغة العربية، ضعوها على التلفاز، يقرأ أدعية لساعات باللغة العربية ويأتي الأب والأم والأولاد والأحفاد على الإحياء، هذا شعب يتخلى عن دينه؟ يتخلى عن إسلامه؟ يتخلى عن إمامه؟ يتخلى عن نظامه الإسلامي الذي هو جاء به بدماء مئات آلاف الشهداء؟ في أي أوهام أنتم تعيشون، على أي سراب تراهون؟ إيران هذه بالرغم من كل الحصار كانت تزداد قوة وحضور وفعالية في داخلها وفي المنطقة، الآن يخرج بعض الأناس هنا ويتظاهرون، هنا عندهم حجة، هنا عندهم مشكلة، هذا كله يتم استيعابه ولم يؤد إلى مكان.
إذاً لفلسطين أقول أولاً ولكل حركات المقاومة ومحور المقاومة، إلى جانب الأجيال في أمتنا، في محورنا، هذه الدولة الإقليمية الكبرى القوية المصممة العازمة الحاسمة.
اثنين، التحول الذي حصل في العراق خلال السنوات الماضية، في عام 2017 و 2016 كان العراق في دائرة الخطر الحقيقي الذي اسمه داعش، داعش التي جاءت بها أميركا وإسرائيل والسعودية والفكر الوهابي، هزمها العراقيون، اليوم بيوم القدس 2018 مسيرات عسكرية وعروضات عسكرية في بغداد في يوم القدس العالمي، من أولئك الذين شاركوا في إلحاق الهزيمة بداعش، والشعب العراقي ينتخب نواباً وخيارات الشعب العراقي نحن نعرفها، موقف المرجعية الدينية في النجف الأشرف من القدس وفلسطين قديم، من قبل 1948 إلى ما بعد إلى الإمام السيد محسن الحكيم رحمه الله، إلى الإمام السيد الخوئي رحمه الله، إلى المراجع الحاليين والفعليين، هذا موقف تاريخي، تقليدي ومعروف. القوى السياسية في العراق، الشعب العراقي - الآن لا أريد أن أحمل الحكومة الرسمية الموقف - لكن أنا أعرف من خلال معلوماتي ومن خلال اتصالاتي ولقاءاتي حقيقة موقف هؤلاء وأين سيكون هؤلاء إذا ما كانت هناك معركة كبرى في هذه المنطقة - هذه سأختم فيها آخر شيء . هذا تحول كبير في العراق يخدم محور المقاومة ومعسكر المقاومة، العراق الذي أرادته أميركا بلداً محتلاً لم يكن كذلك ولن يكون كذلك.
سوريا، الدولة المركزية في محول المقاومة، سوريا الدولة المحورية في محور المقاومة تعرضت خلال السنوات الماضية لمحنة كبرى، لحرب كونية، لحرب عالمية، من نفس هذا المحور، واستخدمت فيها كل الأمول وكل الأسلحة وكل الوسائل وكل المحرمات، اليوم نحن 2018 بحمد الله عز وجل المساحة الأكبر والأهم من مساحة سوريا أصبحت آمنة مطمئنة واستعادت فيها الدولة سيطرتها وحضورها، دمشق ومحيط دمشق ومن الواضح أن محور العدو المعادي الآن يبحث عن تحقيق ولو بعض المكاسب، دعوني فقط من زاوية إسرائيل ولو من زاوية إسرائيل فقط، شاهدوا الإسرائيلي من بداية الأحداث في سوريا - الآن لم يعد هناك وقت أن أقرأ لكم - الشباب جمعوا لي من 2011 لليوم تصريحات المسؤولين الإسرائيليين، من رئيس الدولة عندما كان شيمون بيريز وقتها إلى رئيس الوزراء نتانياهو إلى وزراء الدفاع المختلفين، رؤساء أجهزة المخابرات وبعض الخبراء، حتى قبل أيام عدة، ماذا كانوا يقولون؟ من 2011، فقط أقول لكم العناوين، كل الخيارات أفضل من بقاء الأسد، مصلحة إسرائيل في رحيل الأسد، لا أحد في إسرائيل يفضل الأسد على الجهاديين، سقوط الأسد مكسب صافي لإسرائيل، سقوط الأسد خلال أسابيع - ايهود باراك- هذا في عام 2011، قرارات الجامعة العربية ضد الأسد شجاعة ومهمة، لا نريد هزيمة - هذا رئيس الاستخبارات الإسرائيلية في عام 2016 - ونحن ألحقنا الهزيمة بداعش، كل المحور ألحق الهزيمة في عام 2017 -2018، في 2016 لا نريد هزيمة داعش في سوريا، إضعاف الأسد واقتلاعه من الحكم مصلحة إسرائيلية مباشرة - يعلون في 2013 - يجب هزيمة نظام بشار الأسد.
حسناً، الآن شاهدوا ماذا أصبح عنوان المعركة - لا بأس أحتاج عدة دقائق بعد - الآن أصبح عنوان المعركة الإسرائيلي بدل أن يعترف بالهزيمة في سوريا، بدل أن يعترف بسقوط رهاناته في سوريا على الجماعات الإرهابية والتكفيرية التي دعمها بالإعلام وبالمساعدات وبسلاح الجو وبالسلاح وبالذخيرة وبالمال وبكل شيء، بدل أن يخرج الآن الإسرائيلي ويقول نحن فشلنا في سوريا وهزمنا في سوريا وهذه الدولة باقية وهذا الرئيس باقي وهذا الجيش باقي وجماعاتنا التي دعمناها خلال السنوات الماضية إلى زوال، يريد أن يغير معنى المعركة ويصبح الآن يخطب ليلاً ونهاراً نتانياهو وليبرمان وغيرهم أن المعركة في سوريا باتت هي إخراج إيران وحزب الله من سوريا. حسناً، قبل، نحن موافقين بهذه المعركة، لكن قبل، ألم ننتهي من الصفحة ونريد أن نقلب الصفحة، اعترفوا أيها الصهاينة أنكم هزمتم في سوريا، أنكم فشلتم في إسقاط عمود خيمة المقاومة في المنطقة، أن رهاناتكم على الجماعات الإرهابية ذهبت أدراج الرياح، اعترفوا وتعالوا لنفتح صفحة جديدة في المعركة التي أنتم عملتم لها عنوان اسمه خروج إيران وحزب الله من سوريا. وأيضاً بعض دول الخليج اليوم معتبرين هذا العنوان والآن العالم ذاهبون إلى إنجاز جديد وأن روسيا ستتعاون معهم لإخراج إيران وحزب الله من سوريا ويركبون آمالاً وأفراحاً ومن الآن سيرفعون أقواس النصر، أيضاً أقول لهؤلاء، لجماعة الخليج ،بعض دول الخليج، ولكل هذا المحور الذي قاتل في سوريا، اعترفوا بهزيمتكم أهلاً وسهلاً، عنوان معركة جديدة نتكلم عنها، الآن لا يوجد وقت كثير أن أفصل في هذا الموضوع لكن فقط أريد أن أقول كلمة بموضوع حزب الله، حتى لا يفترض أحد أن هناك معركة وأنه هو ذاهب ليعمل انتصاراً بمعركة.
في موضوع حزب الله أيها الإخوة والأخوات، نحن عندما ذهبنا إلى سوريا ذهبنا لسببين، يعني لسبب من جزئين، الجزء الأول، رؤيتنا وفهمنا وإيماننا بأن ما يجري في سوريا مؤامرة كبرى تستهدف الشعب السوري والدولة السورية ودولة سوريا وكيان سوريا ويستهدف محور المقاومة وإذا سقطت سوريا في يد أعدائها وفي يد التكفيريين ستحل الكارثة على لبنان وعلى فلسطين وعلى المقاومة، وهذا قلناه قبل سبع سنوات، هذا الجزء الأول، والجزء الثاني بطلب وموافقة القيادة السورية والحكومة السورية، هذا الذي أخذنا إلى سوريا. عندما ذهبنا إلى سوريا لم يكن لدينا مشروع خاص، أنه والله حزب الله ذاهب إلى سوريا يقاتل من أجل أن يكون له لاحقاً حصة في الحكومة السورية أو في مجلس النواب السوري أو يتدخل في الشؤون الداخلية السورية السياسية أو الحكومية أو ما شاكل، أو أنه يريد حصة من الاقتصاد السوري، أو يريد أو أو... بكل صدق وصراحة نحن لم يكن لدينا مشروع خاص في سوريا، ونحن الآن في 2018 وسوريا تحتفل بانتصاراتها، أقول للعالم كله، للعدو وللصديق، ليس لحزب الله مشروع خاص في سوريا على الإطلاق، على الإطلاق، نحن موجودون في سوريا حيث يجب أن نكون موجودين، ,حيث طلبت منا القيادة السورية أن نكون موجودين بحسب تطورات الميدان، لا يوجد فيما يتعلق بحزب الله، إيران الإيرانيين يحكون عن أنفسهم، أنا لا أريد أن أنصب نفسي ناطقا رسمياً، إلا أذا طلبوا مني أن أشرح باللغة العربية، عن حزب الله، هذه المعركة معركة وهمية، بطبيعة الحال عندما ينجز الهدف نحن سنعتبر أنفسنا قد انتصرنا من موقع من ساهم بحجمه، أنا تعرفوني لا أكبر الأحجام ولا أبالغ، كل شخص له حق أن يفسر الأحجام، لكن نحن لا نتكلم عن أحجام، بحجمنا، بمساهمتنا في الانتصار السوري الكبير على الحرب الكونية، عندما تصبح سوريا في مأمن، عندما تنهار بقية الجماعات المسلحة والإرهابية، عندما ييأس أصحاب المشروع من مشروعهم، نحن نعتبر أنجزنا المهمة، ومع ذلك وهذا كلام أنا أقوله في الإعلام هذا نحن أوصلناه للسيد الرئيس بشار الأسد وللقيادة السورية، أبداً لا يوجد مشكلة، في أي وقت وفي أي مكان وفي أي منطقة ترى القيادة السورية بحسب معطيات الميدان ومصالح سوريا الوطنية والقومية أن حزب الله لا يكون موجوداً نحن نكون شاكرين، نحن لا نشعر أن أحداً يلحق بنا هزيمة، يا جماعة سنكون فرحين وسعداء، فليعرفوا جماعة دول الخليج هذا الشيء، ولتعرف إسرائيل هذا الشيء، عندما نستعيد شبابنا ورجالنا وإخواننا إلى لبنان، إلى قراهم، إلى بيوتهم، إلى عائلاتهم، سنكون سعداء ونشعر بالنصر وبأننا أنجزنا المهمة، لذلك نحن ليس عندنا معركة في سوريا اسمها من يبقينا ومن يخرجنا، نحن الذي يبقينا هو الواجب والقيادة السورية، لكن في نفس الوقت أريد أن أقول لكم، لو اجتمع العالم كله، لو اجتمع العالم كله ليفرض علينا أن نخرج من سوريا لا يستطيع أن يخرجنا من سوريا، لو اجتمع العالم كله، هناك حالة وحيدة فقط أن تأتي القيادة السورية وتقول لنا، يا شباب الله يعطيكم العافية ممنونين - هم جماعة شاكرين بكل المناسبات يشكرون - ممنونين، شاكرين الله يعطيكم العافية هذه المنطقة كفا الله المؤمنين القتال، انحسمت احملوا وامشوا، نحن كم لدينا عسكر لنأخذهم إلى سوريا. لذلك لا أحد يفترض أن هنا يوجد معركة، أيداً هنا لا توجد معركة، والأمر بالكامل يعني القيادة السورية وتشخيصها للوضع الميداني ولمصالح الأمن القومي ولموقع سوريا الآن في مواجهة المؤامرة الكبرى التي تعرضت لها.
أيها الأخوة والأخوات، في لبنان نحن سنتحمل كل الضغوط ولوائح الإرهاب وتكلمنا عن لبنان كثيراً والتهديدات الإسرائيلية وفي 25 أيار تحدثت ليس هناك داع لأعود لهذا الموضوع وإنما أريد أن أقول للإسرائيليين في يوم القدس العالمي وللفلسطينيين ولشعوب العالم، كما أننا نؤمن إيماناً قاطعاً جازماً بأن القدس وفلسطين قضية محقة، نحن نؤمن من موقع إيماني وقرآني وعقائدي وانطلاقاً من سنن التاريخ وقوانين التاريخ ومن قراءة المستقبل أن هذه القدس ستعود لأهلها وأن فلسطين ستتحرر، وأن مغالطات نتانياهو لن تجدي نفعاً، أمس نتانياهو خرج وقال أن الإمام الخامنئي يريد أن يعيد تخصيب اليورانيوم ليصنع سلاحاً نووياً ليقتل 6 ملايين يهودي في فلسطين المحتلة، هذه أكاذيب، أولاً إيران لا تريد أن تعمل سلاحاً نووياً، ثانياً لا أحد يريد أن يقتل 6 ملايين يهودي في فلسطين المحتلة، نحن خطابنا، خطاب الشعب الفلسطيني، خطاب الشعوب العربية والإسلامية، وحتى خطاب الإسلام، أستطيع أن أدعي أن هذا خطاب الإسلام، وخطاب المقاومة، نحن لا نريد أن نقتل، لا نريد أن ندمر، لا نريد أن نلقي أحداً في البحر، نحن نقول لكم بكل حضارية اركبوا سفنكم واركبوا طائراتكم وعودوا إلى البلدان التي جئتم منها، أما اليهود الأصليون الذين هم أهل فلسطين يبقون في فلسطين، أما الغزاة المحتلون المستوطنون الذين جاءوا من كل أقطار العالم يحملون أنفسهم ويشمرون، هذه رسالة الإسلام وهذه رسالة المقاومة وهذه رسالة شعوب المنطقة، لا أحد مثل ما يقول نتانياهو سيعمل هولوكوست جديد ولا شيء، ولكن إذا أصريتم على الإحتلال فأنا أقول لكم يوم الحرب الكبرى في هذه المنطقة لأي سبب من الأسباب هو يوم قادم، هذا اليوم القادم هو اليوم الذي سنصلي فيه جميعاً في القدس، بانتظار ذلك اليوم، الانتظار الايجابي، الانتظار الإعدادي، الانتظار الإيماني الحقيقي، أستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.