يعد أن أشار الامام الراحل (قدس سره) الى القوات المسلحة ودورها في حماية الامة وكونها حافظة الامن وملهمة الاطمئنان لأبناء الشعب، وبعد أن حذّرها من الانجرار الى الالاعيب السياسية التي يعمد النفعيون المَكَرة الى شراء ذمم بعض قادتها..
فيقودون الانقلابات ويعبثون بأمن البلد ويسلبون البلاد استقلالها وحرياتها...
بعد ذلك كله أشاد امام الامة بالقادة الانقياء من عشاق الوطن والذين كان لهم الفضل الاكبر في قيادة المعارك وتحقيق الانتصارات، الداخلي والحرس والتعبئة وغيرها، مشيراً إلى ابتعادهم عن اللعب السياسية، وأن لايدخلوا أي حزب أو حركة.
وقد علل امام الامة هذا التوجة او هذا التحذير بقوله: (فبذلك، يمكنهم حفظ قوتهم العسكرية ويأمنون الاختلافات الداخلية للحركات، ويلزم القادة أن يمنعوا من تحت إمرتهم من الانتماء للاحزاب وأن تكون الثورة ثورة الجميع، وان واجب حفظها يقع على الجميع).
يحرص عليه هو التفتيت والتمزق واستدراج السذج الى معارك جانبية...
وجدير ذكره في هذا الصدد وبتشخيص الامام الراحل أن خطورة تعدد الولاءات في المؤسسة العسكرية مساحة عريضة من التململ وعدم تنفيذ الأوامر، الامر الذي قد يؤدي الى فقدان القيادة، وأسوأ منه الى التمرد العسكري وهذا هو أخطر ما يواجه السياسة ومناقشتها مناقشة موضوعية لأن الأمر الواقع وأجواء الاوامر والتحرك العسكري ومشاهد الدم وهدير المدافع لايمكن أن يوفر جواً رائقاً لمناقشة الافكار والرؤى السياسية، لأن الاستغراق في هذا العالم واستهلاك الوقت في المماحكات والجدل السياسي قد يفوّت الكثير من الفرص على ابناء القوات المسلحة وخاصة في اجواء بناء جديدة وفي لحظات تفجر ثوري وعاطفي تكتسح فيه العاطفة لغة العقل وتكنس فيه الشعار التعبوي الثائر في الخنادق حكمة العقل والتحليل في الفنادق...
ومن هنا كنا نسمع شعارات ثائرة وحادة عن رجال الخنادق والفنادق، التفسيرات والتأويلات ويزرعون الفتنة من خلال ارتداء جلبات الحكمة والعقل والحرية السياسية...
لواء الصدر- رقم459-22/7/1990م