إنها النهاية..

إنها النهاية..

قبل اسبوعين من العملية الجراحية التي أجريت للامام، شعر الامام في احدي الليالي بآلام في القلب...

إنها النهاية
قبل اسبوعين من العملية الجراحية التي أجريت للامام، شعر الامام في احدي الليالي بآلام في القلب، فجأت أنا وأثنين من الاطباء وأثنين من الممرضين الى عند الامام، وتم إدخاله غرفة المعالجة على الفور واجراء الفحوصات والعلاجات اللازمة. وفيما كان الامام مضطجعاً وأثناء محاولة قياس ضغط الدم، قال سماحته: لكل شيء نهاية، وهذه هي النهاية. فقلت له: أيها السيد لاتقل ذلك، أنك سوف تعمر طويلاً إن شاء الله.. والحقيقة أن حالة الامام الصحية أقلقتنا كثيراً. ولكن عاد الامام وقال ثانية: إنها النهاية.. عندما عدنا أخذ الممرضان يبكيان بشدة، غير أن احد الاطباء حاول تهدئتهما بتفسير وتأويل عبارة الامام، موضحاً بأن الامام كان يقصد أن المرض سيزول وسوف تتحسن حالته بالتدريج. كانت هذه المرة الاولى التي ينطق فيها الامام بمثل هذا الكلام، وكأنه كان يهيئنا لوفاته. (سيدرحيم ميريان، مقتطفات من سيرة الامام الخميني،ج1،ص304).

إدعوا لأن يحسن الله عواقب أمورنا
في آخر جمعة من حياة الامام الخميني، حيث كانت أنفاسه الحارة لازالت تلقي بظلالها على الامة، إلتقي السيد هاشمي رفسنجاني سماحة الامام في الساعة العاشرة والنصف صباحاً تقريباً.. الوضع الصحي للامام كان يبدو مرضياً، ونور الأمل أخذ يشع في القلوب. ألقي السيد رفسنجاني التحية وتفقد احوال الامام، وأخبر سماحته بأنه في طريقه الى إمامة صلاة الجمعة، فهل من توصيات أو توجيهات؟ فقال الامام: بلّغ سلامي الى الشعب واطلب من الناس أن يدعوُ لي، ويسألوا الله أن يتقبلين. وقد اكد سماحته بأن يتم الاعلان عن ذلك في صلاة الجمعة حتماً. وفي يوم السبت جاء آية الله الخامنئي وقال للامام: نسأل الله أن يمنّ عليكم بالصحة والسلامة، إن شاء الله. فقال الامام: ادعوا بأن يختم الله عواقبنا على خير وأن يأخذ بأيدينا ويتقبلنا. ( حجة الاسلام آشتياني، مقتطفات من سيرة الامام الخميني،ج1،ص317).

لايأتي علي الى هنا
ينقل الامام عن المرحوم شاه آبادي، العارف الكبير، أن الشيطان يسعي في لحظات الوفاة الى إغفال الانسان عن ذكر الله بنحو ما، حيث يضع أمامه الاشياء التي يحبها والمتعلق بها. وربما لهذا السبب طلب الامام، رغم حبه وتعلقه بحفيده علي نجل الحاج السيد احمد، طلب منّا في الايام الثلاثة الأخيرة قبل وفاته أن لايأتي علي الى المستشفى. وكان الامام في حالة الذكر على الدوام. حتي أنه في احدي المرات وقد أفاق من غيبوبته، كانت شفتاه تلهجان.وعندما دني الطبيب منه ليسمع مايقوله، كان الامام يردد(الله اكبر). وقد فارق الحياة وهو على هذه الحالة، حالة الذكر والتعبد. (حجة الاسلام توسلي، مقتطفات من سيرة الامام الخميني،ج1،ص320).

كان يستيقظ لصلاة الليل من تلقاء نفسه
كان الامام قد اعدّ لنفسه جدولاً ينظم فيه مهام عمله اليومية. ويتضمن هذا الجدول مشاغل الامام على مدار الساعة، فيما عدا الساعات التي يستيقظ فيها من النوم لصلاة الليل والتهجد والمناجاة. وكان الامام قد اعتاد على أن يستيقظ من نومه الساعة الثانية من منتصف الليل وينشغل بالعبادة والتهجد حتي الساعة الرابعة صباحاً. كانت حياة الامام مبرمجة بشكل مدروس ومحسوبة بالدقائق. حتي في الاوقات التي كان يمرض فيها سماحته لم يتغير برنامجه بشكل يذكر، وقد رأينا بأن برامجه اليومية وعباداته الليلية اضحت بالنسبة له بمثابة أمر مفروغ منه. وعندما يمرض كان يستيقظ من نومه قبل ساعة واحدة تقريباً قبل أذان الفجر، أما في الايام الاعتيادية فقد كان يستعد لمناجاة محبوبه قبل نحو ساعتين من أذان الفجر. واحياناً كنّا نمكث عند سرير الامام كي نوقظه لصلاة الليل، إلا أنه عندما كان يحين موعد صلاته كان يستفيق من نومه في موعده من تلقاء نفسه وكأن شخصاً ما ناداه ليوقظه. (حجة الاسلام انصاري كرماني، مقتطفات من سيرة الامام الخميني،ج1،ص326).

اليوم الأخير من حياة الإمام الخمینی
حوالي الساعة الحادية عشرة صباحاً (يوم السبت الثالث عشر من خرداد) حدثت بعض التغييرات في شريط تخطيط قلب الامام.
كان ضغط الدم منخفضا ً ولم يكن يستجيب للعلاج. كان يتم قياس ضغط الدم بشكل مستمر عن طريق شريان الساعد بواسطة جهاز قياس الضغط كل دقيقة، وكان ينخفض باستمرار، غير أن الامام كان يحتفظ بوعيه. ففي هذا اليوم كان قد صلى صلاتي الظهر والعصر، واستمر هذا الوضع حتى الساعة الثالثة عصرا ً، وفي هذه الساعة انتابت الامام نوبة قلبية وتوقف قلبه عن العمل. وعن طريق الصدمات والتنفس الصناعي عاد القلب ينبض من جديد، واستمر بالتنفس عن طريق الجهاز الصناعي. وقد وضع جهاز على صدره يساعد في تقوية نبضان القلب.
الامام كان فاقدا ً للوعي تقريباً، ولكن كان يبدو أن وعيه قد عاد اليه الى حدما بعد ساعات. وكانت تبدو عليه استجابة ما، غير أن الوضع كان متأزما ً ومأيوساً منه، واستمر هذا الوضع حتى الساعة المشؤومة (22:23) ، حيث انخفض ضغط الدم اكثر فأكثر بالتدريج ووصل الى أدنى درجاته وتوقف قلب الخميني العزيز النابض عن النبض.
(الدكتور إيرج فاضل، رئيس الفريق الطبي المعالج للامام الخميني)






ارسل هذا الخبر الی الاصدقاء