قال حجّة الإسلام والمسلمين علي كمساري، رئيس مؤسّسة تنظيم ونشر آثار الإمام الخميني (قده)، خلال مراسم اختتام الأسبوع الثقافي «علی عتبة الشمس»:
معربا عن تقديره للقائمين على تنظيم هذا الأسبوع الثقافي: إنّ إقامة هذا الحدث هو تجلٍّ للمحبّة والوفاق والتعاون، ولا يتحقّق ذلك إلّا في ظلّ الهدف المشترك والإخلاص. فحيثما وُجِد الإخلاص والوفاق والهدف الموحد، تصبح الأمور أيسر وأقرب إلى النجاح.
وأضاف أنّ شرط نجاح الأنشطة الثقافية عاملان:
الأول هو استمرار السياسات، إذ إنّ الاستمرارية في العمل الثقافي قضية أساسية، والعمل الثقافي يجب أن يتقدّم بطريقة متواصلة؛ فعادةً تغيّر الحكومات يؤدّي إلى تغيير حتى في أدنى المستويات الإدارية، بينما الجهات التي لا تتعرّض لهذا النوع من التغيير تكون أنشطتها أنجح.
والثاني هو عدم الانحراف في السياسات والسياسات الثقافية. فالأعمال الثقافية لا تصل إلى النتيجة المطلوبة إلا إذا لم تتغير أهدافها. فقد يبدأ العمل الثقافي بهدف ودافع واضحين، ولكن بعد مدّة – بسبب تغيّر المسؤولين أو حالة الاندفاع أو الحماس الظرفي – يُنسى الهدف الأساس، فيبقى الشكل بينما يختلف المضمون عمّا كان يوم البداية.
وتابع كمساري قائلاً: في ما يخصّ الأسبوع الثقافي للإمام في خمين، يجب الالتفات إلى هاتين النقطتين؛ فالاستمرار في السياسات والإدارة أمر مهم، وبما أنّ مؤسّسة تنظيم ونشر تراث الإمام الخميني (قده) غير تابعة للحكومات، فقد يكون ثباتها الإداري أطول من الأجهزة التنفيذية الأخرى.
وأشار إلى أنّ الأسبوع الثقافي «على عتبة الشمس» تأسّس بهدف رئيسي، وهو أن يكون تكريماً للإمام في مسقط رأسه، وأن يشكّل فرصة لإنتاج أعمال جديدة عن الإمام، وأن يُسهم في إحياء اسم الإمام وذكراه وفكره بشكل أوسع خلال هذا الأسبوع. وقال: هذا هو الهدف الرئيس الذي انطلقت على أساسه هذه المبادرة.
وأوضح أنّ فكر الإمام يظهر في الاقتصاد وفي الأعمال الخيرية، وفي مؤسّسات كاللجنة الإغاثية والهلال الأحمر، كما يظهر في ثقافة القراءة وغيرها من المجالات. وأضاف: لسنا متشدّدين بأن يرتبط كلّ عمل بشكل مباشر باسم الإمام، ولكن علينا الانتباه ألّا يخرج العمل عن المسار الرئيس الذي رسمه فكر الإمام.
وفي قسم آخر من كلمته، أشار إلى قول قائد الثورة الإسلامية: «الإمام هو إمام اليوم والغد أيضاً». وقال كمساري: هذا الكلام يقوم على رؤيتين؛ فالرؤية التاريخية ترى الإمام شخصية تنتمي إلى فترة زمنية مضت، وهذا يجعل الجيل الجديد – الذي لم يَرَ الإمام – ينظر إليه كشخصية من الماضي فقط. أمّا الرؤية الصحيحة فهي أنّ الإمام حكيم صانع للتاريخ.
وأضاف مؤكّدًا: الإمام الخميني (قده) ليس شخصية تاريخية فحسب؛ إنّه حكيم صانع للتاريخ وروح الجمهورية الإسلامية. وفكره ما زال قادرًا على معالجة مشكلات الجيل الحاضر وحلّ أزمات البلاد والعالم الإسلامي. وكلّ قانون أو سياسة تُوضع من دون الارتباط بفكر الإمام ستكون ناقصة ومبتورة. ولا ينبغي اختزال الإمام في الصور والكلمات، بل يجب إدخال فكر مهندس الثورة الإسلامية إلى متن المجتمع.
وختم كمساري حديثه بالإعلان عن أنّه سيُقام أسبوع ثقافي مشابه في مدينة قم بالتزامن مع ذكرى دخول الإمام التاريخية إلى قم في شهر
اسفند، كما سيُعاد تنظيم هذا الحدث الوطني في مدينة أصفهان في ٢٠٢٦ بالتزامن مع ذكرى رحيل الإمام الراحل.
--------
القسم العربي، الشؤون الدولیة.